أمل العودة...
الجزء الأول:
جلست في الصباح الباكر على صوت البلابل وهي تغرد وصوت
أمي وهي تقول: مازن أجلس حان وقت ذهابك للمدرسة, جلست من النوم وأنا أنهض بكسل.
قلت لأمي وأنا أقبل جبينها: أمي كيف حال مزن ، هل تعافت؟قالت:
كيف تتعافى وحالها تسوء يوما بعد يوم.
قلت:الله رحيم ياأمي يلطف بعباده قالت: المهم هيا بدل ملابسك وتعال لكي تتناول فطورك قلت : أمي لاأستطيع يجب أن أذهب لقد تأخرت!!.
قالت: وفطورك بني قلت : فيما بعد وذهبت مسرعا وأنا بثياب النوم قالت أمي وهي
تضحك:
مازن توقف هل ستذهب بثياب النوم أم ماذا؟! فضحكت وذهبت مسرعا للخزانة وبدلت ملابسي وذهبت للمدرسة
....... وفي الطريق لاقيت صديقي غسان فتحاورنا عن الأمور التي تحصل في المدرسة ّ.
في المدرسة
..
في وقت الفسحة وقع شجار بيني وبين زميلي اللئيم سعد
لأنه أرغمني في الأمس أن أكتب له موضوعا عن البيئة ولكني نسيت أن أكتبه فضربني
,أوه لا أحبه كان صديقي لكن لم يعد صديقي لأنه صديق السوء كان يقاطعني بدون سبب لكن في النهاية هو الذي انتصر كنت متوقعا ذلك لأنه أ ضخم وأطول.
لقد تدخل الكثيرين لكي يفضوا النزاع لكن دون جدوى كان شرسا في الضرب فكان علي أن أخضع للكماته القوية
وعندما جاء المدير لفض الشجار توقف سعد عن ضربي فطلب منا المدير أن نأتي له بعد نهاية الدوام
عند المدير...
ذهبنا للمدير سألني عن سبب هذا الشجار فنظرت لسعد وقلت : إن سعد يرغمني على كتابة البحوث والواجبات وإلا فإنه سوف يلقنني درسا واليوم لم أنفذ ما طلبه فأخذ يضربني ضربا مبرحا فقال المدير: ولماذا يا سعد ترغم مازن على كتابة البحوث والواجبات؟ فلم يجاوب سعد بأي كلمة وأنخرط في البكاء.. ماهذا العجب سعد القوي يبكي أنا الآن في أشد العجب لأنني لم أرى سعدا يبكي قبل هذا اليوم وأما المدير فأذن لنا بالذهاب
وأنا بقيت مستغربا !... عندما عدت للبيت وجدت أمي فرحة قلت لها سألتها عن السبب فأ جابت: لقد تحسنت أختك وهي الآن في غرفتها تذاكر و تحل مافاتها قلت : الله كريم ياأمي الله كريم ..
فذهبت لها وتعافيت لها بالسلامة.
في اليوم التالي
**********
اليوم جلست فزعا لم أسمع صوت تغريد البلابل بل سمعت أصوات قنابل ومدافع قلت يبدو أني أتخيل لكن الأصوات المزعجة لم تتوقف طللت من النافذة فإذا أنا مفجع من هول المفاجئة هل تدرون ماذا رأيت أحزروا ماذا رأيت
رأيت..
...رأيت الأعداء يخربون ويهدمون البيوت الآن في هذه اللحظة تشوش عقلي لم تعد لدي القدرة على التفكير, أنهرت فجأة على الأرض بلا حراك بعد دقائق قليلة نهضت واستجمعت قواي جريت قاصدا الباب لم أرى أمامي ألا الباب الذي فتحته وخرجت مسرعا ومفتاح الباب لا يزال معي وجدوني الأعداء أخذوني إلى مكان يكرهه الناس إلى الجحيم إلى السجن لم أتمالك نفسي فنخرط بالبكاء , لقد عذبونا أشد
التعذيب فنهرت أرضا وفقدت الوعي عندما جلست وجدت نفسي بين أناس
لا أعرفهم
عدا واحد أنه صديقي غسان عندما ناديته بصراخ لكنه لم يسمعني وكيف يسمعني في هذا الصراخ والزحام والنحيب., بعد ساعات من الصراخ انتبه لي وأتى لي بصعوبة, تحدثنا قليلا ثم سقطت بضع دمعات من عيني غسان... سألته لماذا يبكي وأنا متعجب من الأمر !؟ قال : أمي مريضة وأبي رحمه الله توفي قبل سنتين ليس لها من يساعدها غيري لم أتحمل رؤيتها وهي تبكي عندما أخذوني العساكر .. ثم صمت لحظات وأكمل : لقد كانت تبكي بحرقة آه يا مازن لو تعرف الألم والحزن الذي بداخلي . قلت : هون عليك يا غسان الصبر مفتاح الفرج وأنا كذلك حزين على أمي وأختي وأبي, أكيد أنهم خائفون علي أنا مشتاق لهم وجعلت أبكي وأتذكر الماضي السعيد والسلام...............
بعد مرور أسبوع في السجن
********************
..بعد أسبوع قضيته في السجن فقدت الأمل على رؤية عائلتي .. ليتني لم أغادر المنزل ليتني لم أرى ما حصل , أخذت أعاتب نفسي على ما بدر مني إني مشتاق لأهلي والسلام الذي كان يعم بلادي فلسطين .. نسيت أن أقول لكم عندما دخلت السجن كان عمري 15سنة.., آه أيها الشوق.. ليت كان عندي آلة أو ساعة الزمن تعيدني للوراء . كم أحبك يا بلادي متى تصبحين آمنة متى تصبحين بلادي التي أعرفها بلادي الآمنة بلادي الهادئة متى ترجعين إلى حالتك..؟ بلادي القديمة لأعيش فيك بسلام وطمأنينة متى يذهبون أعداء الوطن متى يذهب الدمار والفساد متى يذهب الحزن آه لا أحب كلمة دمار أيها الشوق تعال وخذني معك إلى مكان بعيد .دون رجعة دون الرجوع إلى الدمار..
يتبع..
موضوع: رواية : أمل العودة(من تأليفي) 
الجمعة يونيو 20, 2008 3:32 am
